لسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
كيف نحافظ على نجاح الخطوبة
إخوانى وأخواتى أسعد الله أيامكم ورزقكم جميعاً بالزوج الصالح والزوجة الصالحة
فترة الخطوبة تعتبر من أهم الفترات التى يمر بها أى إنسان سواء كان شاب أو فتاة ، لأن فى هذه المرحلة يبدأ الإنسان فى التعرف على شريك الحياة وزوج المستقبل .
والخطوبة من أهم الفترات التى يسعد بها أكثرنا بل ويحلم بها خاصةً فى كونه سينتقل لحياة جديدة مع من يحب ومع من يتمنى الإرتباط بها
وبالرغم من أن الخطوبة هى أجمل المراحل لكونها تسبق الزواج إلا أن هناك دراسة أجريت أثبتت أن أكثر من 25% من فشل الخطوبة سببها هو الخاطب والمخطوبة .
فالخطبة لها آداب يجب مراعاتها ، ولها حدود تتم فى إطاراتها ، ولكن للأسف البعض يخلط الأمور ويعتقد أن الخطبة مثلها مثل الزواج وأن الإنسان متاح له كل شئ بإستثناء بعض الأمور الخاصة التى لا يجوز للإنسان فعلها إلا بعد الزواج .
فالخطبة هى عبارة عن مرحلة تسبق الزواج ، وغرضها التعارف بقصد الزواج
وفى ظل الخطبة فقط دون عقد القران يصبح الرجل أجنبى عن المرأة والمرأة أجنبية عن الرجل
لذلك فالتعارف الصحيح يكون فى منزل المخطوبة وتحت بصر الأهل والأقارب
والكلام يكون فى حدود التعارف والتواصل والتقارب فى وجهات النظر ومعرفة الطباع والخصال حتى يتسنى للطرفين إحداث نوع من التقارب والتوافق
لكن ما نشاهده فى الواقع من هذه الأفعال التى تحدث فى فترة الخطوبة يدعونا للعجب العجاب وللدهشة والإستغراب ، ترى إفراط شديد فى إظهار الحب من جانب الطرفين - والحب ليس عيباً بل هو المطلوب فى فترة الخطوبة – لكن ليس بهذا الشكل الذى يتعامل به البعض لدرجة تجعله يتجاهل عيوبه ويظهر بمثالية مطلقة
وحين يتم الإرتباط تظهر المشاكل التى لم يتم التوافق بشأنها فى فترة الخطبة .
كذلك الخروج الكثير والإتصالات المبالغ فيها من فِبل البعض لدرجة لا توصف ولا تعقل مما يؤدى إلى شعور المخطوبة بأنها مقيدة فى كل حركة ومراقبة بكل تصرف من جانب مخطوبها مما يؤدى إلى الإنقلاب للعكس
فقد تفشل الخطوبة بمثل هذه التصرفات .
كذلك هناك بعض الحساسيات التى تنشب بين أسرة الطرفين فى بعض الأمور البسيطة والتى قد تهدد استمرار الخطبة ، " ففكرة الحماة " كما صورها الإعلام وبالتحديد فى شخصية مارى منيب فى أفلامنا المصرية القديمة
قد أعطت إنطباع للبعض بأن الحماة لا تحب من اختارها ابنها ، وإن كانت هذه الأفلام عرضت القضية بطريقة كوميدية إلا أنها تركت أثراً سلبياً فى نفوس البعض عن أم الزوج لدى الفتيات التى تقبل على الزواج والعكس .
كذلك الغيرة الشديدة والمفرطة من قِبل المخطوبة على خطيبها قد يدفعها لأن تتخيل أشياء لا تحدث أو تدفعها للشكوك فى سلوك خطيبها ، والعكس فمن المعلوم بأن كل شئ يزيد عن حده دوماً ما ينقلب لضده ، لذلك لابد من التوازن والإتزان الإنفعإلى بين الطرفين فالخطبة هدفها التعارف بقصد الزواج .
هناك سلبيات كثيرة تهدد فترة الخطوبة ولا تسمح بنجاحها ومن يمر أو مر بهذه المرحلة يعرف الكثير عنها وأتمنى أن يشاركنا برأيه فى هذا الموضوع لتعم الفائدة على الجميع .
وهناك بعض النصائح قدمها الخبراء النفسيون بهدف إنجاح فترة الخطوبة نوردها لعل وعسى تعود منها الفائدة وهى كما يلى :
ـ لا تتسرع في إصدار الحكم على شخصية الخاطب أو المخطوبة، إذ إن جوانب الشخصية ومميزاتها لا تظهر إلا من خلال التعامل.
ـ من المهم ألا تلجأ إلى الارتباط بالخطبة تحت ضغط ظروف معينة، أو هرباً من مشكلة أو صدمة ما أو تحت ضغط أحد أفراد الأسرة بدون موافقتك الشخصية. فأساس نجاح الخطبة هو الاقتناع الكامل المتبادل من الطرفين، الذي لا يزال أو يتغير بتغير الظروف.
ـ المصارحة والأمانة في عرض الحقائق من البداية، توفران الكثير من المشكلات التي قد تظهر بعد ذلك.
ـ يجب ألا تكون نظرتك إلى الطرف الآخر نظرة خيالية بحيث يخيل لك أن هذا الشخص سيصنع الأعاجيب، وسيقتحم كافة الصعوبات، حتى يحقق لك سعادتك. فالواقع يتطلب مشاركة كل من الطرفين مشاركة واقعية.
ـ في بداية فترة الخطبة، عادة ما ينشغل الخطيبان بفرحة إتمام الخطبة، وتهنئة الأهل والأصدقاء، ويشعر كل منهما بأنه الأول في حياة الطرف الآخر، مما يؤدي إلى صرف النظر ـ لبعض الوقت ـ عن بعض نقاط الضعف في شخصية الآخر.
وهنا يجب عليك أن تسأل نفسك فور ظهور أي شيء قد لا يتفق مع ميولك أو مزاجك في شخصية الآخر: هل يمكن أن أتغاضى عن هذه النقطة؟ وهل نستطيع تغييرها معاً في المستقبل بود وتفاهم؟ أو هل سأنجح في التكيف مع هذا العيب مثلاً؟
ولا تنس أن تسأل نفسك كذلك عن نقاط ضعفك التي تتطلب تفاهماً وقبولاً من الطرف الآخر
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه
نسأل الله للجميع الهداية والسعادة ورغد العيش وحسن الحياة
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك